لقاءات وآراء

المهندس تيسير دركلت: صناعة حلب هي ناتج للتبادل الحضاري .. موروث الإرادة ورغبة التعلم

تيكنيكال ريفيرينس | خاص

لماذا نجد كلمة الصناعة صفة ملازمة لحلب تميزها عن مدن الشرق، بغداد، دمشق، بيروت، حمص، وحتى الرياض ودبي وغيرها من المدن التي تتصف كل منها بصفة ما، فيما تبقى الصناعة ملازمة لحلب…

توجهنا في موقع تيكنيكال ريفيرينس للمهندس تيسير دركلت بتساؤلنا، من أين جاء هذا التلازم بين الصناعة والحلبيين؟ ولماذا يقال ما اجتمع حلبيان إلا وأسسا معملاً، فأجابنا مشكوراً برأيه في المقالة التالية:

لنتفق أولاً أن الصناعة هي احتياج لتلبية متغيرات الطلب حسب التطور الفكري والإنساني..

وقد اتخذت الصناعة أشكالاً عدة منذ بدء الخليقة..

المستوى الأول منها ما يعتمد على ما يتوفر من مواد أولية في أماكن التجمعات البشرية أو حولها (الجغرافية)..

والمستوى الثاني منها ما يكون القصد منه تجاري بحت ولتلبية احتياج مجتمع آخر لا يمتلك مهارة وسر الصناعة..

وقد برع المجتمع السوري منذ القدم في صناعة ما يحتاجه وما يصدره..


ولأن حلب تقع على مفترق طرق خان الحرير ومن محطاتها الرئيسية فقد حققت من أشكال الصناعة المستويين (الاحتياج…والتجارة).. فالاختلاط بثقافات مختلفة وتعلّم المهارات الجديدة وتبادل الخبرات بشكل مباشر أو غير مباشر فتح آفاق جديدة أمام المجتمع الحلبي.. لنأخذ النسيج مثالاً وهو أول صناعة تم توطينها في حلب، فالحرير متوفر وبكثرة وتقنية استخلاصه موجودة والأسواق المستهلكة الداخلية والخارجية عبر طريق الحرير إلى أوربا أو حتى الشرق الأقصى وكذلك المنسوجات القطنية وغيرها وغيرها..


الصناعي الحلبي امتلك المهارات عن طريق التبادل الثقاقي والحضاري الذي كان يتم عبر طرق التجارة بالإضافة لامتلاكه الإرادة لخوض التجارب وكسر الصعاب فهو إرث من جهة، ومن جهة أخرى علم يدرس في جامعات القطر وحلب ومنذ عقود بسيطة بدأ الصناعي بالشعور بجدوى تلقي العلوم التقنية التي ساهمت ومازالت برفد المعامل بكوادر مدربة تستطيع تنفيذ رؤية المنتج والمصدر.


المهندس تيسير دركلت

مدير عام دركلت للصناعات الهندسية Mac_Sir

رئيس منطقة العرقوب الصناعية