تيكنيكال ريفيرينس
يوم أمس، خبر مفاجئ عن زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد لدمشق، زيارة تحمل آمال اقتصادية واسعة جداً للسوريين على الرغم من كون طابعها سياسي..
التقارب الإماراتي السوري كان جلياً خلال الشهرين الماضيين، وكان واضحاً من خلال اتصالات جرت بين رأسي الهرم في البلدين، تخللها زيارات لوفود سورية لأبوظبي ودبي، وسبقها الإعلان عن عودة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق كإعلان مباشر عن أن الإمارات وعبر جهود سمو الشيخ محمد بن زايد تضطلع بدور ريادي في جهود عودة سوريا للحضن العربي.
اليوم، نأمل جميعاً أن الجهود الإماراتية وسياستها الواقعية – المتوازنة اتجاه الأزمة السورية ستثمر عن تحريك كبير في ملفات اقتصادية وخدمية، وستسهم في تحريك جهود إعادة الإعمار، فالإمارات لها ثقلها الكبير الاقتصادي إقليمياً وعالمياً بما تملكه من خزان علاقات دولية ستؤثر على فك الحصار عن الشعب السوري والاقتصاد السوري، ولا يخفَ على أحد نجاح إرادة وجهود الدعم المتوازن للملف الصحي السوري سواء على سبيل تأمين لقاحات ومستلزمات الاختبارات للفير.وس وحتى عمليات الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المشافي والمراكز الصحية في كل مكان والتي بات واضحاً للجميع طابعها الإنساني البحت.
دور الإمارات سيكون مؤثراً فيما لون نجح، فالشقيق العربي يمتلك الخبرة الكبيرة جداً في ملفات الإنشاء والبناء، ويملك ترسانة من الخبرات في هذين المجالين، ترسانة تضم الاستثمارات الكبيرة والشركات الدولية والكفاءات في الموارد البشرية والتجهيزات التقنية والرؤى لإنجاز التجمعات السكنية في زمن قياسي، ترسانة تحتاجها سوريا جداً، سوريا التي ستكون عاجلاً أم آجلاً وجهة رئيسية لكل من يرغب بالاستثمار، فإعادة الإعمار تتطلب الكثير.
الزيارة، هي الأولى من نوعها منذ عقد من الزمن سيذكره التاريخ ربما على أنه أسوأ عقد يمر على السوريين بتاريخهم، فهل هذه الزيارة إحدى مؤشرات نهاية هذا العقد المفجع..