أطلقت محافظة إدلب مؤتمرها الاستثماري الأول تحت شعار “فرص واعدة لمستقبل مستقر”، وذلك بهدف تحفيز القطاع الخاص على الإسهام في إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية بعد التحرير، وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من رجال أعمال سوريين من الداخل والخارج، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات مالية ومصارف وشركات تطوير عقاري وهيئات حكومية.
ويُعَد هذا الحدث الأول من نوعه الذي يُنظَّم في شمال غرب سوريا منذ سنوات الحرب، ويُعوَّل عليه كبوابة لعهد جديد من الانتعاش الاقتصادي والانفتاح على المستثمرين، كما تم خلال المؤتمر استعراض عدد من المشاريع الاستثمارية الحيوية، أبرزها مشروع إعادة تأهيل وتشغيل فندق “الكارلتون” التاريخي في مدينة إدلب، والذي تضرر نتيجة القصف خلال السنوات الماضية، وأُعلِن رسمياً عن توقيع عقد استثماري مع شركة خاصة لتأهيل الفندق وتشغيله كمرفق سياحي وخدمي متكامل، وقدّم المؤتمر خطة استثمارية متكاملة تتضمن أكثر من (45) مشروعاً في قطاعات متنوعة مثل الإسكان، الزراعة، الطاقة المتجددة، التعليم العالي، والصناعات الخفيف، وتم عرض فرص الاستثمار المباشر عبر نافذة موحدة، تتيح للمستثمرين تقديم طلباتهم إلكترونياً أو عبر مكاتب تنسيقية في إدلب و”الباب” و”جرابلس”، وتشمل المشاريع المقترحة مشروع المنطقة الصناعية في “سرمين”، ومجمع لتصنيع المنتجات الزراعية في “سهل الروج”، بالإضافة إلى مشاريع لبناء مجمّعات سكنية منخفضة التكلفة مخصصة للمهجّرين، كما أعلنت الحكومة خلال المؤتمر عن حزمة من التسهيلات، تتضمن إعفاءات ضريبية للمشاريع لمدة خمس سنوات، وتخصيص أراضٍ للاستثمار بأسعار رمزية، وتسهيل نقل الأرباح، بالإضافة إلى تأسيس هيئة لحل النزاعات الاستثمارية تتبع وزارة العدل مباشرة، وذلك بهدف طمأنة المستثمرين، والجدير بالذكر أنه شارك في المؤتمر عدد من رجال الأعمال السوريين المغتربين عبر بث مباشر من “اسطنبول” و”الدوحة و”برلين”، وأُعلِن عن تأسيس “صندوق إدلب للاستثمار”، بمساهمة أولية من مستثمرين مغتربين، لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.